Selasa, 8 Jun 2010

Al-imran : 38-39


هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ

Maksudnya;
‘Di sanalah Zakariya mendoa kepada Tuhannya seraya berkata: "Ya Tuhanku, berilah aku dari sisi Engkau seorang anak yang baik. Sesungguhnya Engkau Maha Pendengar doa." * Kemudian Malaikat (Jibril) memanggil Zakariya, sedang ia tengah berdiri melakukan shalat di mihrab (katanya): "Sesungguhnya Allah menggembirakan kamu dengan kelahiran (seorang puteramu) Yahya, yang membenarkan kalimat (yang datang) dari Allah, menjadi ikutan, menahan diri (dari hawa nafsu) dan seorang Nabi termasuk keturunan orang-orang saleh.”


ثم ، وهناك ، وهنالك ، يستعمل في المكان ، ولفظة : عند ، وحين يستعملان في الزمان

قد يستعمل لفظة { هُنَالِكَ } في الزمان أيضاً ، قال تعالى : { هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق } [ الكهف : 44 ] فهذا إشارة إلى الحال والزمان

قوله { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ } إن حملناه على المكان فهو جائز ، أي في ذلك المكان الذي كان قاعداً فيه عند مريم عليها السلام ، وشاهد تلك الكرامات دعا ربه ، وإن حملناه على الزمان فهو أيضاً جائز ، يعني في ذلك الوقت دعا ربه .

والجمهور الأعظم من العلماء المحققين والمفسرين قالوا : هو أن زكريا عليه السلام رأى عند مريم من فاكهة الصيف في الشتاء ، ومن فاكهة الشتاء في الصيف ، فلما رأى خوارق العادات عندها ، طمع في أن يخرقها الله تعالى في حقه أيضاً فيرزقه الولد من الزوجة الشيخة العاقر

(ك) ما رأى زكريا، عليه السلام، أن الله تعالى يرزق مريم، عليها السلام، فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، طمع حينئذ في الولد، و[إن] (1) كان شيخا كبيرا قد [ضعف و] (2) وَهَن منه (3) العظم، واشتعل رأسه شيبا، وإن كانت امرأته مع ذلك كبيرة وعاقرًا، لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداء خَفيا، وقال: { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ } أي: من عندك { ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } أي: ولدا صالحا { إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ }


قول المعتزلة الذين ينكرون كرامات الأولياء ، وإرهاصات الأنبياء قالوا : إن زكريا عليه السلام لما رأى آثار الصلاح والعفاف والتقوى مجتمعة في حق مريم عليها السلام اشتهى الولد وتمناه فدعا عند ذلك

ومعلوم أن حدوث الولد من الشيخ الهرم ، والزوجة العاقر من خوارق العادات

{ هَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ ذُرّيَّةً طَيّبَةً }

أن حصول الولد في العرف والعادة له أسباب مخصوصة فلما طلب الولد مع فقدان تلك الأسباب كان المعنى : أُريد منك إلهي أن تعزل الأسباب في هذه الواقعة

لذرية النسل ، وهو لفظ يقع على الواحد ، والجمع ، والذكر والأنثى

{ إِنَّكَ سَمِيعُ الدعاء }

ليس المراد منه أن يسمع صوت الدعاء فذلك معلوم ، بل المراد منه أن يجيب دعاءه ولا يخيب رجاءه


قرأ حمزة والكسائي : فناداه الملائكة ، على التذكير والإمالة

وفي قراءة ابن مسعود : فناداه جبريل

ظاهر اللفظ يدل على أن النداء كان من الملائكة ، ولا شك أن هذا في التشريف أعظم

{ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّى فِى المحراب }

فهو يدل على أن الصلاة كانت مشروعة في دينهم

{ أَنَّ الله يُبَشّرُكَ بيحيى }

أنه تعالى كان قد عرف زكريا أنه سيكون في الأنبياء رجل اسمه يحيى وله ذرية عالية

أن الله يبشرك بولد اسمه يحيى

قرأ حمزة والكسائي { يحيى } بالإمالة

(ك) قال قتادة وغيره: إنما سُمِّي يحيى لأن الله تعالى أحياه بالإيمان

***

واعلم أنه تعالى ذكر من صفات يحيى ثلاثة أنواع :
الصفة الأولى : قوله { مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله }

{ مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله }

أنها كتاب من الله

وهو اختيار الجمهور : أن المراد من قوله { بِكَلِمَةٍ مّنَ الله } هو عيسى عليه السلام

(ك) قال الربيع بن أنس: هو أول من صدق بعيسى ابن مريم،

(ك) وقال قتادة: وعلى سننه ومنهاجه

لقيت أم عيسى أم يحيى عليهما السلام ، وهذه حامل بيحيى وتلك بعيسى ، فقالت : يا مريم أشعرت أني حبلى؟ فقالت مريم : وأنا أيضاً حبلى ، قالت امرأة زكريا فإني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله { مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله }

(ك) قال ابن عباس في قوله: { مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ } قال: كان يحيى وعيسى ابني خالة، وكانت أم يحيى تقول لمريم: إني أجد الذي في بطني يَسْجُد للذي في بطنك فذلك تصديقه بعيسى

وقال ابن عباس : إن يحيى كان أكبر سناً من عيسى بستة أشهر ، وكان يحيى أول من آمن وصدق بأنه كلمة الله وروحه ، ثم قتل يحيى قبل رفع عيسى عليهما السلام

لم سمي عيسى كلمة في هذه الآية

الجواب : أنه خلق بكلمة الله ، وهو قوله { كُنَّ } من غير واسطة الأب

والثاني : أنه تكلم في الطفولية ، وآتاه الله الكتاب في زمان الطفولية ، فكان في كونه متكلماً بالغاً مبلغاً عظيماً

الصفة الثانية : ليحيى عليه السلام قوله { وَسَيّدًا }

قال ابن عباس : السيد الحليم

وقال الجبائي : إنه كان سيداً للمؤمنين ، رئيساً لهم في الدين ، أعني في العلم والحلم والعبادة والورع

وقال ابن المسيب : الفقيه العالم

وقال عكرمة الذي لا يغلبه الغضب

قال القاضي : السيد هو المتقدم المرجوع إليه

فلما كان سيداً في الدين كان مرجوعاً إليه في الدين وقدوة في الدين ، فيدخل فيه جميع الصفات المذكورة من العلم والحلم والكرم والعفة والزهد والورع

الصفة الثالثة : قوله { وَحَصُورًا }

في تفسير الحصور والحصر في اللغة الحبس

وأما المفسرون :
فلهم قولان أحدهما:
أنه كان عاجزاً عن إتيان النساء ، ثم منهم من قال كان ذلك لصغر الآلة

ومنهم من قال : كان ذلك لتعذر الإنزال

ومنهم من قال : كان ذلك لعدم القدرة

والقول الثاني : وهو اختيار المحققين أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد

احتج أصحابنا بهذه الآية على أن ترك النكاح أفضل وذلك لأنه تعالى مدحه بترك النكاح ، وذلك يدل على أن ترك النكاح أفضل في تلك الشريعة

(ك) معناه كما قاله هو وغيره: أنه معصوم عن الفواحش والقاذورات، ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال وغشيانهن وإيلادهن

الصفة الرابعة : قوله { وَنَبِيّا }

واعلم أن السيادة إشارة إلى أمرين
أحدهما : قدرته على ضبط مصالح الخلق فيما يرجع إلى تعليم الدين
والثاني : ضبط مصالحهم فيما يرجع إلى التأديب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وأما الحصور فهو إشارة إلى الزهد التام فلما اجتمعا حصلت النبوة بعد ذلك ، لأنه ليس بعدهما إلا النبوة

الصفة الخامسة : قوله { مّنَ الصالحين }

معناه أنه من أولاد الصالحين

أنه خير

لما كان منصب النبوة أعلى من منصب الصلاح فلما وصفه بالنبوة فما الفائدة في وصفه بعد ذلك بالصلاح؟

الجواب : أليس أن سليمان عليه السلام بعد حصول النبوة قال : { وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصالحين } [ النمل : 19 ]

Tiada ulasan:

Catat Ulasan