Selasa, 22 Jun 2010

Al-Imran : 42-43



وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ

المراد بالملائكة ههنا جبريل وحده

(أ) والمراد من الملائكة رئيسهم جبريل عليه السلام

سورة مريم دلت على أن المتكلم مع مريم عليها السلام هو جبريل عليه السلام ، وهو قوله { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } [ مريم : 17 ]

اعلم أن مريم عليها السلام ما كانت من الأنبياء

وإذا كان كذلك كان إرسال جبريل عليه السلام إليها إما أن يكون كرامة لها ، أو إرهاصاً لعيسى عليه السلام , أو معجزة لزكرياء عليه السلام

ومن الناس من قال : إن ذلك كان على سبيل النفث في الروع والإلهام والإلقاء في القلب ، كما كان في حق أم موسى عليه السلام في قوله { وَأَوْحَيْنَا إلى أُمّ موسى } [ القصص : 7 ]

اعلم أن المذكور في هذه الآية أولاً : هو الاصطفاء ، وثانياً : التطهير ، وثالثاً : الاصطفاء على نساء العالمين ، ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولاً من الاصطفاء الثاني ، لما أن التصريح بالتكرير غير لائق ، فلا بد من صرف الاصطفاء الأول إلى ما اتفق لها من الأمور الحسنة في أول عمرها ، والاصطفاء الثاني إلى ما اتفق لها في آخر عمرها

(ك) اختارها لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهرها من الأكدار والوسواس واصطفاها ثانيًا مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين

(ك) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ"

(ك) عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قَالَ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ

(ك) عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا ثَلاث: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "

(النوع الأول من الاصطفاء)

إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين ، بل ألقتها إلى زكريا ، وكان رزقها يأتيها من الجنة

وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة

أنه كفاها أمر معيشتها ، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى

أنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها

(التطهير)

أنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية

أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال

طهرها عن الحيض

طهرك من الأفعال الذميمة ، والعادات القبيحة

وطهرك عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم

(الاصطفاء الثاني)

أنه تعالى وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب ، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة ، وجعلها وابنها آية للعالمين

روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : « حسبك من نساء العالمين أربع : مريم وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ، وفاطمة عليهن السلام »

{ يامريم اقنتى لِرَبّكِ واسجدى }

أما القنوت فهو الطاعة في خشوع

والقنوت هو: طول الركوع في الصلاة

فلما بيّن تعالى أنها مخصوصة بمزيد المواهب والعطايا من الله أوجب عليها مزيد الطاعات ، شكراً لتلك النعم السنية

لم قدم ذكر السجود على ذكر الركوع؟ .

والجواب الأول : أن الواو تفيد الاشتراك ولا تفيد الترتيب

الثاني : أن غاية قرب العبد من الله أن يكون ساجداً قال عليه الصلاة والسلام : « أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد » فلما كان السجود مختصاً بهذا النوع من الرتبة والفضيلة لا جرم قدمه على سائر الطاعات

{ واركعى مَعَ الركعين }

وهو إشارة إلى الأمر بالصلاة ، فكأنه تعالى يأمرها بالمواظبة على السجود في أكثر الأوقات

قال ابن الأنباري : قوله تعالى : { اقنتى } أمر بالعبادة على العموم ، ثم قال بعد ذلك { واسجدى واركعى } يعني استعملي السجود في وقته اللائق به ، واستعملي الركوع في وقته اللائق به

أن الصلاة تسمى سجوداً كما قيل في قوله { وأدبار السجود } [ ق : 40 ] وفي الحديث « إذا دخل أحدكم المسجد فليسجد سجدتين »

وأيضاً أشرف أجزاء الصلاة السجود وتسمية الشيء باسم أشرف أجزائه نوع مشهور في المجاز

{ واسجدى } أمراً ظاهراً بالصلاة ، وقوله { واركعى مَعَ الراكعين } أمراً بالخضوع والخشوع بالقلب

المراد به الصلاة في الجماعة كانت مأمورة بأن تصلي في بيت المقدس مع المجاورين فيه ، وإن كانت لا تختلط بهم

لم لم يقل واركعي مع الراكعات؟
والجواب لأن الاقتداء بالرجال حال الاختفاء من الرجال أفضل من الاقتداء بالنساء

Tiada ulasan:

Catat Ulasan