Khamis, 3 Februari 2011

Al-baqarah : 14


وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ

لقيته ولاقيته إذا استقبلته قريباً منه

{ قَالُواْ ءامَنَّا }

فالمراد أخلصنا بالقلب ، والدليل عليه وجهان :

الأول : أن الإقرار باللسان كان معلوماً منهم فما كانوا يحتاجون إلى بيانه ، إنما المشكوك فيه هو الإخلاص بالقلب ، فيجب أن يكون مرادهم من هذا الكلام ذلك .

الثاني : أن قولهم للمؤمنين «آمنا» يجب أن يحمل على نقيض ما كانوا يظهرونه لشياطينهم

أظهروا لهم الإيمان والموالاة والمصافاة، غرورًا منهم للمؤمنين ونفاقا ومصانعة وتقية، ولِيَشركوهم فيما أصابوا من خير ومغنم

{ وَإِذَا خَلَوْاْ إلى شياطينهم }

وإذا انفردت معه ويجوز أن يكون من «خلا» بمعنى مضى

وأما شياطينهم فهم الذين ماثلوا الشياطين في تمردهم

سادتهم وكبراءهم ورؤساءهم من أحبار اليهود ورؤوس المشركين والمنافقين.

من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول.

وقد اشتهر ذكره في كلام الأنبياء والحكماء ، ويطلق الشيطان على المفسد ومثير الشر ، تقول العرب فلان من الشياطين ومن شياطين العرب وذلك استعارة ، وكذلك أطلق هنا على قادة المنافقين في النفاق

{ إِنَّا مَعَكُمْ }

المراد بهم الكفار لم يمنع إضافة هذا القول إلى كل المنافقين

{ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ }

ما الاستهزاء؟

إظهار موافقة مع إبطان ما يجري مجرى السوء على طريق السخرية

يعني نظهر لهم الموافقة على دينهم لنأمن شرهم ونقف على أسرارهم ، ونأخذ من صدقاتهم وغنائمهم

كيف تعلق قوله : { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ } بقوله : { إِنَّا مَعَكُمْ } الجواب : هو توكيد له؛ لأن قوله : { إِنَّا مَعَكُمْ } معناه الثبات على الكفر وقوله : { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ } رد للإسلام


ولا شبهة في أن المراد بشياطينهم أكابرهم ، وهم إما الكفار وإما أكابر المنافقين ، لأنهم هم الذين يقدرون على الإفساد في الأرض



Tiada ulasan:

Catat Ulasan