Selasa, 22 Jun 2010

Al-Imran : 42-43



وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ

المراد بالملائكة ههنا جبريل وحده

(أ) والمراد من الملائكة رئيسهم جبريل عليه السلام

سورة مريم دلت على أن المتكلم مع مريم عليها السلام هو جبريل عليه السلام ، وهو قوله { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } [ مريم : 17 ]

اعلم أن مريم عليها السلام ما كانت من الأنبياء

وإذا كان كذلك كان إرسال جبريل عليه السلام إليها إما أن يكون كرامة لها ، أو إرهاصاً لعيسى عليه السلام , أو معجزة لزكرياء عليه السلام

ومن الناس من قال : إن ذلك كان على سبيل النفث في الروع والإلهام والإلقاء في القلب ، كما كان في حق أم موسى عليه السلام في قوله { وَأَوْحَيْنَا إلى أُمّ موسى } [ القصص : 7 ]

اعلم أن المذكور في هذه الآية أولاً : هو الاصطفاء ، وثانياً : التطهير ، وثالثاً : الاصطفاء على نساء العالمين ، ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولاً من الاصطفاء الثاني ، لما أن التصريح بالتكرير غير لائق ، فلا بد من صرف الاصطفاء الأول إلى ما اتفق لها من الأمور الحسنة في أول عمرها ، والاصطفاء الثاني إلى ما اتفق لها في آخر عمرها

(ك) اختارها لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهرها من الأكدار والوسواس واصطفاها ثانيًا مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين

(ك) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ"

(ك) عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قَالَ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ

(ك) عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا ثَلاث: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "

(النوع الأول من الاصطفاء)

إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين ، بل ألقتها إلى زكريا ، وكان رزقها يأتيها من الجنة

وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة

أنه كفاها أمر معيشتها ، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى

أنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها

(التطهير)

أنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية

أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال

طهرها عن الحيض

طهرك من الأفعال الذميمة ، والعادات القبيحة

وطهرك عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم

(الاصطفاء الثاني)

أنه تعالى وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب ، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة ، وجعلها وابنها آية للعالمين

روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : « حسبك من نساء العالمين أربع : مريم وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ، وفاطمة عليهن السلام »

{ يامريم اقنتى لِرَبّكِ واسجدى }

أما القنوت فهو الطاعة في خشوع

والقنوت هو: طول الركوع في الصلاة

فلما بيّن تعالى أنها مخصوصة بمزيد المواهب والعطايا من الله أوجب عليها مزيد الطاعات ، شكراً لتلك النعم السنية

لم قدم ذكر السجود على ذكر الركوع؟ .

والجواب الأول : أن الواو تفيد الاشتراك ولا تفيد الترتيب

الثاني : أن غاية قرب العبد من الله أن يكون ساجداً قال عليه الصلاة والسلام : « أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد » فلما كان السجود مختصاً بهذا النوع من الرتبة والفضيلة لا جرم قدمه على سائر الطاعات

{ واركعى مَعَ الركعين }

وهو إشارة إلى الأمر بالصلاة ، فكأنه تعالى يأمرها بالمواظبة على السجود في أكثر الأوقات

قال ابن الأنباري : قوله تعالى : { اقنتى } أمر بالعبادة على العموم ، ثم قال بعد ذلك { واسجدى واركعى } يعني استعملي السجود في وقته اللائق به ، واستعملي الركوع في وقته اللائق به

أن الصلاة تسمى سجوداً كما قيل في قوله { وأدبار السجود } [ ق : 40 ] وفي الحديث « إذا دخل أحدكم المسجد فليسجد سجدتين »

وأيضاً أشرف أجزاء الصلاة السجود وتسمية الشيء باسم أشرف أجزائه نوع مشهور في المجاز

{ واسجدى } أمراً ظاهراً بالصلاة ، وقوله { واركعى مَعَ الراكعين } أمراً بالخضوع والخشوع بالقلب

المراد به الصلاة في الجماعة كانت مأمورة بأن تصلي في بيت المقدس مع المجاورين فيه ، وإن كانت لا تختلط بهم

لم لم يقل واركعي مع الراكعات؟
والجواب لأن الاقتداء بالرجال حال الاختفاء من الرجال أفضل من الاقتداء بالنساء

Ahad, 13 Jun 2010

baqarah : 5


أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ


فخص المتقين بأن الكتاب هدى لهم كان لسائل أن يسأل فيقول : ما السبب في اختصاص المتقين بذلك؟ فوقع قوله : { الذين يُؤْمِنُونَ بالغيب } إلى قوله : { وأولئك هُمُ المفلحون } جواباً عن هذا السؤال ، كأنه قيل : الذي يكون مشتغلاً بالإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والفوز بالفلاح والنجاة لا بدّ وأن يكون على هدى من ربه

أن قوله : { وأولئك هُمُ المفلحون } يقتضي الحصر ، فوجب فيمن أخل بالصلاة والزكاة أن لا يكون مفلحاً ، وذلك يوجب القطع على وعيد تارك الصلاة والزكاة

***

أما المرجئة فقد احتجوا بأن الله حكم بالفلاح على الموصوفين بالصفات المذكروة في هذه الآية فوجب أن يكون الموصوف بهذه الأشياء مفلحاً وإن زنى وسرق وشرب الخمر؟

والجواب : أن كل واحد من الاحتجاجين معارض بالآخر فيتساقطان ، ثم الجواب عن قول الوعيدية : أن قوله :{ وأولئك هُمُ المفلحون } يدل على أنهم الكاملون في الفلاح ، فيلزم أن يكون صاحب الكبيرة غير كامل في الفلاح ، ونحن نقول بموجبه ، فإنه كيف يكون كاملاً في الفلاح وهو غير جازم بالخلاص من العذاب ، بل يجوز له أن يكون خائفاً منه

***

وقال ابن جرير: وأما معنى قوله: { أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ } فإن معنى ذلك: أنهم على نور من ربهم، وبرهان واستقامة وسداد، بتسديد الله إياهم، وتوفيقه لهم وتأويل قوله: { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أي المُنْجِحون المدركون ما طلبوا عند الله بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله، من الفوز بالثواب، والخلود في الجنات، والنجاة مما أعد الله لأعدائه من العقاب

Al-baqarah : 4


وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ

{ الذين يُؤْمِنُونَ بالغيب } [ البقرة : 3 ] عام يتناول كل من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، سواء كان قبل ذلك مؤمناً بموسى وعيسى عليهما السلام ، أو ما كان مؤمناً بهما

فذكر بعد ذلك أهل الكتاب الذين آمنوا بالرسول : كعبد الله بن سلام وأمثاله بقوله : { والذين يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } لأن في هذا التخصيص بالذكر مزيد تشريف لهم

لا نزاع بين أصحابنا وبين المعتزلة في أن الإيمان إذا عدي بالباء فالمراد منه التصديق , فإذا قلنا فلان آمن بكذا ، فالمراد أنه صدق به

(ك) قال ابن عباس: { وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ } أي: يصدقون بما جئت به من الله، وما جاء به مَنْ قبلك من المرسلين، لا يفرقون بينهم، ولا يجحدون ما جاؤوهم به من ربهم

المراد من إنزال الوحي وكون القرآن منزلاً ، ومنزلاً ، ومنزولاً به ، أن جبريل عليه السلام سمع في السماء كلام الله تعالى فنزل على الرسول به

فإن قيل كيف سمع جبريل كلام الله تعالى ، وكلامه ليس من الحروف والأصوات عندكم؟ قلنا يحتمل أن يخلق الله تعالى له سمعاً لكلامه ثم أقدره على عبارة يعبر بها عن ذلك الكلام القديم ، ويجوز أن يكون الله خلق في اللوح المحفوظ كتابة بهذا النظم المخصوص فقرأه جبريل عليه السلام فحفظه

{ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ }

فالمراد به ما أنزل على الأنبياء الذين كانوا قبل محمد

أن الموصوفين أولا مؤمنو العرب، والموصوفون ثانيا بقوله: { وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ } الآية مؤمنو أهل الكتاب

عن أبي بردة عن أبي موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي، ورجل مملوك أدى حق الله وحق مواليه، ورجل أدب جاريته فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها"

جاء في الصحيح: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، ولكن قولوا: آمنا بالذي (2) أنزل إلينا وأنزل إليكم"

{ وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ }

الآخرة صفة الدار الآخرة ، وسميت بذلك لأنها متأخرة عن الدنيا

اليقين هو العلم بالشيء بعد أن كان صاحبه شاكاً فيه

لا يقول القائل : تيقنت وجود نفسي ، وتيقنت أن السماء فوقي لما أن العلم به غير مستدرك ، ويقال ذلك في العلم الحادث بالأمور سواء كان ذلك العلم ضرورياً أو استدلالياً

ومعلوم أنه لا يمدح المرء بأن يتيقن وجود الآخرة فقط ، بل لا يستحق المدح إلا إذا تيقن وجود الآخرة مع ما فيها من الحساب والسؤال وإدخال المؤمنين الجنة ، والكافرين النار

روى عنه عليه السلام أنه قال : « يا عجبا كل العجب من الشاك في الله وهو يرى خلقه ، وعجباً ممن يعرف النشأة الأولى ثم ينكر النشأة الآخرة ، وعجباً ممن ينكر البعث والنشور وهو في كل يوم وليلة يموت ويحيا يعني النوم واليقظة وعجباً ممن يؤمن بالجنة وما فيها من النعيم ثم يسعى لدار الغرور ، وعجباً من المتكبر الفخور وهو يعلم أن أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة





Jumaat, 11 Jun 2010

Al-Imran : 40-41


قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ* قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ

Zakariya berkata: "Ya Tuhanku, bagaimana aku bisa mendapat anak sedang aku telah sangat tua dan isteriku pun seorang yang mandul?." Berfirman Allah: "Demikianlah, Allah berbuat apa yang dikehendaki-Nya."

Allah berfirman: "Tandanya bagimu, kamu tidak dapat berkata-kata dengan manusia selama tiga hari, kecuali dengan isyarat. Dan sebutlah (nama) Tuhanmu sebanyak-banyaknya serta bertasbihlah di waktu petang dan pagi hari."

{ رَبّ }

خطاب مع الله أو مع الملائكة ، لأنه جائز أن يكون خطاباً مع الله ، لأن الآية المتقدمة دلت على أن الذين نادوه هم الملائكة

أن الملائكة لما نادوه بذلك وبشروه به تعجب زكريا عليه السلام ورجع في إزالة ذلك التعجب إلى الله تعالى

لما كان زكريا عليه السلام هو الذي سأل الولد ، ثم أجابه الله تعالى إليه فلم تعجب منه ولم استبعده؟

لم يكن هذا الكلام لأجل أنه كان شاكاً في قدرة الله تعالى على ذلك والدليل عليه وجهان الأول : أن كل أحد يعلم أن خلق الولد من النطفة إنما كان على سبيل العادة

{ أنى يَكُونُ لِي غلام } ليس للاستبعاد ، بل ذكر العلماء فيه وجوهاً الأول : أنه قوله { أنَّى } معناه : من أين

هذا كمن يرى إنساناً وهبه أموالاً عظيمة ، يقول كيف وهبت هذه الأموال ، ومن أين سمحت نفسك بهبتها؟

أن الملائكة لما بشّروه بيحيى لم يعلم أنه يرزق الولد من جهة أنثى أو من صلبه

نقل سفيان بن عيينة أنه قال : كان دعاؤه قبل البشارة بستين سنة حتى كان قد نسي ذلك السؤال وقت البشارة فلما سمع البشارة زمان الشيخوخة

وكان مقصوده من هذا الكلام أن يريه الله تعالى آية

{ وَقَدْ بَلَغَنِي الكبر }

الكبر مصدر كبر الرجل يكبر إذا أسن

قال ابن عباس : كان يوم بشر بالولد ابن عشرين ومائة سنة وكانت امرأته بنت تسعين وثمان

{ وامرأتى عَاقِرٌ }

أن العاقر من النساء التي لا تلد

أن زكريا عليه السلام ذكر كبر نفسه مع كون زوجته عاقراً لتأكيد حال الاستبعاد

{ قَالَ كذلك الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء }

أي يفعل ما يريد من الأفاعيل الخارقة للعادة

{ رَبّ اجعل لِّى ءَايَةً }

واعلم أن زكريا عليه السلام لفرط سروره بما بشّر به وثقته بكرم ربه ، وإنعامه عليه أحب أن يجعل له علامة تدل على حصول العلوق ، وذلك لأن العلوق لا يظهر في أول الأمر فقال : { رَبّ اجعل لِّى ءَايَةً }

{ ءَايتك أَلاَّ تُكَلّمَ الناس ثلاثة أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا }

ذكره ههنا ثلاثة أيام ، وذكر في سورة مريم ثلاثة ليالي فدل مجموع الآيتين على أن تلك الآية كانت حاصلة في الأيام الثلاثة مع لياليها

ذكروا في تفسير هذه الآية وجوهاً أحدها : أنه تعالى حبس لسانه ثلاثة أيام فلم يقدر أن يكلم الناس إلا رمزاً

أنه تعالى حبس لسانه عن أمور الدنيا ، وأقدره على الذكر والتسبيح والتهليل ، ليكون في تلك المدة مشتغلاً بذكر الله تعالى ، وبالطاعة والشكر على تلك النعمة الجسيمة

أن قدرته على التكلم بالتسبيح والذكر ، وعجزه عن التكلم بأمور الدنيا من أعظم المعجزات

{ إِلاَّ رَمْزًا }

أصل الرمز الحركة

أنه عبارة عن الإشارة كيف كانت باليد ، أو الرأس ، أو الحاجب ، أو العين ، أو الشفة

أنه عبارة عن تحريك الشفتين باللفظ من غير نطق وصوت

كما يتكلم الناس مع الأخرس بالإشارة ويكلمهم

{ واذكر رَّبَّكَ كَثِيرًا }

أنه تعالى حبس لسانه عن أمور الدنيا { إِلاَّ رَمْزًا } فأما في الذكر والتسبيح ، فقد كان لسانه جيداً

إن المراد منه الذكر بالقلب

{ وَسَبّحْ بالعشى والإبكار }

{ العشي } من حين نزول الشمس إلى أن تغيب

الباكورة لأول الثمرة

سمي ما بين طلوع الفجر إلى الضحى : إبكاراً

Selasa, 8 Jun 2010

Al-imran : 38-39


هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ

Maksudnya;
‘Di sanalah Zakariya mendoa kepada Tuhannya seraya berkata: "Ya Tuhanku, berilah aku dari sisi Engkau seorang anak yang baik. Sesungguhnya Engkau Maha Pendengar doa." * Kemudian Malaikat (Jibril) memanggil Zakariya, sedang ia tengah berdiri melakukan shalat di mihrab (katanya): "Sesungguhnya Allah menggembirakan kamu dengan kelahiran (seorang puteramu) Yahya, yang membenarkan kalimat (yang datang) dari Allah, menjadi ikutan, menahan diri (dari hawa nafsu) dan seorang Nabi termasuk keturunan orang-orang saleh.”


ثم ، وهناك ، وهنالك ، يستعمل في المكان ، ولفظة : عند ، وحين يستعملان في الزمان

قد يستعمل لفظة { هُنَالِكَ } في الزمان أيضاً ، قال تعالى : { هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ الحق } [ الكهف : 44 ] فهذا إشارة إلى الحال والزمان

قوله { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ } إن حملناه على المكان فهو جائز ، أي في ذلك المكان الذي كان قاعداً فيه عند مريم عليها السلام ، وشاهد تلك الكرامات دعا ربه ، وإن حملناه على الزمان فهو أيضاً جائز ، يعني في ذلك الوقت دعا ربه .

والجمهور الأعظم من العلماء المحققين والمفسرين قالوا : هو أن زكريا عليه السلام رأى عند مريم من فاكهة الصيف في الشتاء ، ومن فاكهة الشتاء في الصيف ، فلما رأى خوارق العادات عندها ، طمع في أن يخرقها الله تعالى في حقه أيضاً فيرزقه الولد من الزوجة الشيخة العاقر

(ك) ما رأى زكريا، عليه السلام، أن الله تعالى يرزق مريم، عليها السلام، فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، طمع حينئذ في الولد، و[إن] (1) كان شيخا كبيرا قد [ضعف و] (2) وَهَن منه (3) العظم، واشتعل رأسه شيبا، وإن كانت امرأته مع ذلك كبيرة وعاقرًا، لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداء خَفيا، وقال: { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ } أي: من عندك { ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } أي: ولدا صالحا { إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ }


قول المعتزلة الذين ينكرون كرامات الأولياء ، وإرهاصات الأنبياء قالوا : إن زكريا عليه السلام لما رأى آثار الصلاح والعفاف والتقوى مجتمعة في حق مريم عليها السلام اشتهى الولد وتمناه فدعا عند ذلك

ومعلوم أن حدوث الولد من الشيخ الهرم ، والزوجة العاقر من خوارق العادات

{ هَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ ذُرّيَّةً طَيّبَةً }

أن حصول الولد في العرف والعادة له أسباب مخصوصة فلما طلب الولد مع فقدان تلك الأسباب كان المعنى : أُريد منك إلهي أن تعزل الأسباب في هذه الواقعة

لذرية النسل ، وهو لفظ يقع على الواحد ، والجمع ، والذكر والأنثى

{ إِنَّكَ سَمِيعُ الدعاء }

ليس المراد منه أن يسمع صوت الدعاء فذلك معلوم ، بل المراد منه أن يجيب دعاءه ولا يخيب رجاءه


قرأ حمزة والكسائي : فناداه الملائكة ، على التذكير والإمالة

وفي قراءة ابن مسعود : فناداه جبريل

ظاهر اللفظ يدل على أن النداء كان من الملائكة ، ولا شك أن هذا في التشريف أعظم

{ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّى فِى المحراب }

فهو يدل على أن الصلاة كانت مشروعة في دينهم

{ أَنَّ الله يُبَشّرُكَ بيحيى }

أنه تعالى كان قد عرف زكريا أنه سيكون في الأنبياء رجل اسمه يحيى وله ذرية عالية

أن الله يبشرك بولد اسمه يحيى

قرأ حمزة والكسائي { يحيى } بالإمالة

(ك) قال قتادة وغيره: إنما سُمِّي يحيى لأن الله تعالى أحياه بالإيمان

***

واعلم أنه تعالى ذكر من صفات يحيى ثلاثة أنواع :
الصفة الأولى : قوله { مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله }

{ مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله }

أنها كتاب من الله

وهو اختيار الجمهور : أن المراد من قوله { بِكَلِمَةٍ مّنَ الله } هو عيسى عليه السلام

(ك) قال الربيع بن أنس: هو أول من صدق بعيسى ابن مريم،

(ك) وقال قتادة: وعلى سننه ومنهاجه

لقيت أم عيسى أم يحيى عليهما السلام ، وهذه حامل بيحيى وتلك بعيسى ، فقالت : يا مريم أشعرت أني حبلى؟ فقالت مريم : وأنا أيضاً حبلى ، قالت امرأة زكريا فإني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله { مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله }

(ك) قال ابن عباس في قوله: { مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ } قال: كان يحيى وعيسى ابني خالة، وكانت أم يحيى تقول لمريم: إني أجد الذي في بطني يَسْجُد للذي في بطنك فذلك تصديقه بعيسى

وقال ابن عباس : إن يحيى كان أكبر سناً من عيسى بستة أشهر ، وكان يحيى أول من آمن وصدق بأنه كلمة الله وروحه ، ثم قتل يحيى قبل رفع عيسى عليهما السلام

لم سمي عيسى كلمة في هذه الآية

الجواب : أنه خلق بكلمة الله ، وهو قوله { كُنَّ } من غير واسطة الأب

والثاني : أنه تكلم في الطفولية ، وآتاه الله الكتاب في زمان الطفولية ، فكان في كونه متكلماً بالغاً مبلغاً عظيماً

الصفة الثانية : ليحيى عليه السلام قوله { وَسَيّدًا }

قال ابن عباس : السيد الحليم

وقال الجبائي : إنه كان سيداً للمؤمنين ، رئيساً لهم في الدين ، أعني في العلم والحلم والعبادة والورع

وقال ابن المسيب : الفقيه العالم

وقال عكرمة الذي لا يغلبه الغضب

قال القاضي : السيد هو المتقدم المرجوع إليه

فلما كان سيداً في الدين كان مرجوعاً إليه في الدين وقدوة في الدين ، فيدخل فيه جميع الصفات المذكورة من العلم والحلم والكرم والعفة والزهد والورع

الصفة الثالثة : قوله { وَحَصُورًا }

في تفسير الحصور والحصر في اللغة الحبس

وأما المفسرون :
فلهم قولان أحدهما:
أنه كان عاجزاً عن إتيان النساء ، ثم منهم من قال كان ذلك لصغر الآلة

ومنهم من قال : كان ذلك لتعذر الإنزال

ومنهم من قال : كان ذلك لعدم القدرة

والقول الثاني : وهو اختيار المحققين أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد

احتج أصحابنا بهذه الآية على أن ترك النكاح أفضل وذلك لأنه تعالى مدحه بترك النكاح ، وذلك يدل على أن ترك النكاح أفضل في تلك الشريعة

(ك) معناه كما قاله هو وغيره: أنه معصوم عن الفواحش والقاذورات، ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال وغشيانهن وإيلادهن

الصفة الرابعة : قوله { وَنَبِيّا }

واعلم أن السيادة إشارة إلى أمرين
أحدهما : قدرته على ضبط مصالح الخلق فيما يرجع إلى تعليم الدين
والثاني : ضبط مصالحهم فيما يرجع إلى التأديب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وأما الحصور فهو إشارة إلى الزهد التام فلما اجتمعا حصلت النبوة بعد ذلك ، لأنه ليس بعدهما إلا النبوة

الصفة الخامسة : قوله { مّنَ الصالحين }

معناه أنه من أولاد الصالحين

أنه خير

لما كان منصب النبوة أعلى من منصب الصلاح فلما وصفه بالنبوة فما الفائدة في وصفه بعد ذلك بالصلاح؟

الجواب : أليس أن سليمان عليه السلام بعد حصول النبوة قال : { وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصالحين } [ النمل : 19 ]